• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

ظن العبد بربه ‏

جـــودي

مشرفة قسم
إنضم
17 يناير 2008
المشاركات
4,200
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
العمر
39
الإقامة
بين يدي ربي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله
فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد :-
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهديِ هديُ

محمد صل الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
عباد الله: إن من عظيم مقتضيات الإيمان أن يظن المرء
بالله الظنَّ الحسن فإذا ظن العبد بربه خيرًا فهو من علامة إيمانه
وقوة يقينه وعظيم توكله على الله تعالى .
يقول الرب سبحانه في الحديث القدسي
(أنا عند ظن عبدي بي

وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني
في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إليَّ بشبر تقربتُ إليه ذراعًا

وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً)
إبراهيم نبي الله عليه الصلاة والسلام دعا قومه إلى عبادة الله

تعالى وحده لا شريك له وحاورهم بالأدلة النقلية والعقلية والمشاهَدة
وأقام عليهم الحُجة بعد أن هداه الله وحطَّم أصنامهم وبدَّدها
إلا كبيرًا لهم فأجمعوا أمرهم على أن يحرقوه فأضرموا نارًا عظيمة
ذات توهُّجٍ ولهب وذات حرارة شديدة: ﴿ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 68 - 70]
وأُثر أنه عرض له جبريل وهو الهواء فقال: ألك حاجة قال نبينا

إبراهيم أما منك فلا وأما من الله عز وجل فبلى.
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما:

(حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ
في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:
﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا

حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ [آل عمران: 173] )[2]
وعندما كان نبينا صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار إذ همَّ

المشركون بقتلهما: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾
[التوبة: 40]
يقول أبو بكر رضي الله عنه: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه

لأبصرنا تحت قدميه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسكينة وثبات قلبه وظن بربه حسن: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين
الله ثالثهما )
فكان الأثر الطيب والنتيجة العظيمة:
﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ
هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40]
وموسى عليه السلام خرج بقومه من بطش فرعون وجنوده

فإذا البحر أمامهم والجند وراءهم فقال له أصحابه:

﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ

الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 61 - 63]
وهذا دأب الصالحين عباد الله بالُهم مع الله سبحانه وتعالى

يحسنون الظن بالله سبحانه وتعالى .
وحسن الظن بالله يقود صاحبه إلى العمل الصالح ويشْحَذُ

همته للعبادة والتطلع إلى ما عند الله تعالى .
وحسن الظن بالله تعالى من أعظم أعمال القلوب يدل على حسن

الصلة بالله سبحانه وإذا أحسنت الظن بالله عبدَالله عرفت الله
وعشت في هذه الدنيا بسعادة وطمأنينة وعرفت سنة الله في عباده
وأن الله سبحانه لم يخلق الخلق سدًى وعبثًا بل خلقهم لعبادته
وعرفت أن العاقبة للمتقين وأن الله عز وجل سينهض بهذه الأمة
أمة محمد صلى الله عليه وسلم وسيدحض الكفر وأهله
وإذا أحسن العبد الظن بالله علِم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه
وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
وإذا أُصيب بمرض عضالٍ أحسن الظن بربه وأن الله عز وجل

ما أراد له إلا الخير ليرفع درجته، ويكفر سيئاته وأن يجعل ما أصابه
من ضرٍّ طهورًا له وأجورًا وإذا مات بهذا المرض ظنَّ بالله
أن ما أصابه يدخره له يوم القيامة .
وفي الحديث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل)

عباد الله: إن حال المؤمن كله له خير وهو قائم بين شكر وصبر
على أقدار الله فكلما أحسن العبد ظنَّه بربه فإن الله سبحانه
لا يُخيِّب ظنه .
نسأل الله عز وجل أن يُجمِّلنا بحسن الظن به .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب

يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد:
عباد الله : إن حسن الظن بالله لا يكون مع سوء العمل
يحسن الظن بربه وهو محسن العمل لله لأن حسن الظن بالله
يقود إلى العمل الصالح وإلى صحة الصلة بالله عز وجل
لأنه ما أحسن الظن بالله إلا بعد أن تعرَّف إلى الله تعالى
تعرَّف إلى أسمائه وصفاته وأفعاله تعرَّف إلى شرعه ودينه ومنهاجه
أما أن يحسن الظن بالله وهو على غير عمل صالح فهذا من الغرور

الذي يقود صاحبه إلى سيئ الأعمال والثبات عليها والتزود منها.
قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل

وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل"
ولتعلموا عباد الله أن سوء الظن بالله من أكبر الكبائر فإذا قنط

من رحمة الله فقد أساء الظن بالله وإذا جزع عند المصيبة
فقد أساء الظن بالله وإذا استبطأ الإجابة من الله فقد أساء
الظن بالله وإذا اعترض على أقدار الله المؤلمة فقد أساء الظن بالله.
ولا يكون ظنه أبدًا كظن الكافرين والمنافقين الذي يظنون بالله

ظن السَّوء ظن الجاهلية؛ يقول الله تعالى عن أهل النار:

﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ
مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 23]
قال الفاروق عمر بن الخطاب: هؤلاء قوم كانوا يدمنون المعاصي

ولا يتوبون منها ويتكلمون على المغفرة حتى خرجوا من الدنيا مفاليس
نسأل الله العفو والعافية.

عباد الله : تقربوا إلى الله بصالح الأعمال وأكْثِروا من ذكر الله
وأحسنوا الظن بالله وأجمعوا في قلوبكم الخوف من الله ورجاءه
فما اجتمع ذلك في قلب مؤمن إلا أحسن الظن بالله وامتلأ قلبه
إيمانًا ويقينًا .
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك .
 
أعلى