• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

شباب يكفي ضياع.. نحن أمامكم تجاوزنا الموت إلى السجن

همس الحنين

بنت الجنوب
إنضم
21 أبريل 2010
المشاركات
10,212
مستوى التفاعل
34
النقاط
48
الإقامة
السعوديه
شباب يكفي ضياع.. نحن أمامكم تجاوزنا الموت إلى السجن!

485039888822.jpg

شاب موقوف في قضية مخدرات يتحدث لـ»الرياض» من داخل السجن «عدسة - بندربخش»
الرياض، تحقيق - محمد الغنيم
قصص مؤلمة ومواقف محزنة وخفايا جديدة في عالم مروجي ومتعاطي المخدرات؛ خرجت بها «الرياض» من داخل سجن الحائر جنوب العاصمة - الذي زارته ليوم كامل - لتتعرف عن قرب - من السجناء أنفسهم - عن أسباب تعاطيهم وترويجهم لهذه السموم وأثرها في تفكك أسرهم وضياعهم، وكيف كانت حياة «القلق» والمعاناة التي عاشوها في تلك الفترة، وأبرز المواقف والقصص التي مروا بها خلال التجربة الظلامية، كما خرجنا بأهم النصائح التي يوجهها هؤلاء لأفراد المجتمع.
كنت أتصور وأنا أدخل عنابر الموقوفين في قضايا المخدرات للقائهم أنني سأقابل مروجين ومتعاطين «عفاريت» أو بمعنى آخر «أصحاب سوابق» أعمارهم لا تقل عن 45 سنة على الأقل، إلاّ أنني ذهلت عندما قابلتهم وجهاً لوجه داخل السجن، حيث كانت أعمار الغالبية منهم ما بين 20 و23 سنة، وأكبرهم بلغ لتوه 27 سنة؛ فالأجسام هزيلة أعيتها السموم، وبريق أعين الشباب أخفتها ظلمات السجن!

خفايا عديدة كشفها عدد من مروجي ومتعاطي المخدرات في أحاديثهم ل»الرياض»؛ بهدف تنبيه الأسر وأولياء الأمور حتى لا ينزلق أبناؤهم في هذا «المنزلق الخطر» ويصبحوا فريسة سهلة لعصابات المخدرات.
الاختبارات ورفقاء السوء
بحرقة وألم ودموع تكاد تغرق أعين بعضهم؛ أكد عدد من «السجناء الشباب» أن فترة الاختبارات الدراسية تمثل سوقاً كبيرة لعصابات المخدرات؛ لتسويق منتجاتهم بشكل لافت - على حد قولهم -، حيث أجمع عدد ممن التقيناهم أن الاختبارات كانت بداية النهاية والسقوط التي دخلوا من خلالها إلى هذا «النفق المظلم»؛ فكانت البداية تجربة الحبوب المنشطة التي يسوق لها رفقاء السوء بين صغار السن من الطلاب في المدارس على أنها تقوي الذاكرة، وتعين على أداء الامتحانات، ثم تطور الأمر إلى الحيازة والإدمان وتجربة أنواع أخرى من السموم، ثم الترويج لتغطية نفقات الاستخدام؛ ليجد هؤلاء أنفسهم في النهاية قد استسلموا للمخدرات وسلموا أنفسهم للعصابات التي تروج لها.



013357121282.jpg

لحظات أسى وندم تبدو على هذا السجين بسبب المخدرات



شكراً لرجال الأمن
اللافت في الأمر والمتعارف عليه أنه يندر إن لم يكن مستحيلاً أن يشكر «مجرم» أو أي مذنب رجال الأمن على القبض عليه وإيداعه السجن؛ لكن هذا حصل بالفعل على لسان عدد من مروجي ومتعاطي المخدرات الذين يقضون حالياً محكوميتهم في إصلاحية الحاير جنوب الرياض؛ الذين حمدوا الله وشكروه على أن وفق رجال الأمن في القبض عليهم قبل فوات الآوان؛ ليعكسوا بجلاء دلالات عميقة المعاني لحجم المعاناة وخطورة التجربة التي خاضوها وكادوا معها أن يكتبوا خاتمتهم المأساوية بأنفسهم لو لم تتمكن أجهزة الأمن من القبض عليهم؛ لتكتب لهم حياة جديدة أدركوا فيها فيما بعد خطورة ما أقدموا عليه ونهاية المنزلق الذي وقعوا فيه.




أصغر مروج لم يكمل 21 عاماً.. وأسرته دفعت ثمن إهمالها..




895175491027.jpg



متابعة الأسرة
بداية يقول «أبو عبدالعظيم» - 25 سنة - وقضيته «ترويج حشيش»: لقد ألقيت بنفسي للتهلكة منذ مرحلة الدراسة المتوسطة، حيث أثّر علي زملاء السوء، وانزلقت في هذا الوحل، لكنني سأسعى حال خروجي من السجن لتوعية الشباب من خطر المخدرات، وأنوي بداية حياة جديدة، والبر بوالدتي التي تعبت لأجلي، كما أنني سأسعى لإكمال دراستي وختم القرآن الكريم، حيث لم يتبق لي إلاّ أجزاء قليلة وأختمه.




وعن محكوميته يقول حكم علي خمس سنوات قضيت منها سنة وشهر حتى الآن، أما عن أهم الأسباب التي أدت به إلى السجن، فأكد «أبو عبدالعظيم» - كما سمى نفسه - أن ضعف الرقابة وثقة الأهل إضافة إلى حب التجربة في تلك المرحلة من العمر كانت السبب.
ووصف حياة مروج الحشيش بالضياع والشك والخوف من قبضة الأمن، وقال: «كنت ومن معي نعيش حالة «قلق» دائم في تلك الفترة، ولم نكن مطمئنين ولا مرتاحي البال..»، وبعد لحظة صمت قليلة تحدث «أبو عبدالعظيم»، قائلاً: «مررت بظروف عائلية وظروف مادية صعبة كانت أيضاً سبباً في وقوعي في ترويج الحشيش»!



404072866412.jpg

الزميل الغنيم يستعرض إحدى القصص المؤلمة مع أحد الموقوفين الشباب



قصة أصغرمروج!
سجين آخر تحدث ل»الرياض» بصراحة كبيرة وألقى باللائمة فيما هو فيه لأسرته، حيث لم يكمل ربيعه ال»21» عندما دخل السجن، ويعد أحد أصغر من التقيتهم في الإصلاحية من المروجين.
«محمد» يبلغ من العمر حالياً - 22 سنة - مروج للحشيش والحبوب المخدرة، حكم عليه خمس سنوات قضى منها سنة، فاجأني بصغر سنة مقابل كبر جريمته التي وقع فيها، لكنه فاجأني أكثر عندما تحدث ملقياً باللوم على أسرته فيما انتهى إليه وظل طوال حديثه لي «يجلد ذاته» باسلوب محزن يكشف معاناة هذا الشاب حتى اضطررت لإنهاء حديثه، والشد من أزره ودعوته للتفاؤل، وأن الحياة مازالت أمامه، والمستقبل ينتظره بكثير من الأمل؛ ليعود أكثر صلاحاً بعد هذه التجربة الخاطئة التي وقع فيها واستفاد منها بالتأكيد.




المروجون يؤكدون: رجال الأمن يبذلون أرواحهم لحماية أبناء الوطن من المخدرات.. والشباب بحاجة للتوعية والمتابعة


يقول «محمد» أسرتي لم تسأل عني ولم تتابعني وانشغلت بظروفها عني.. هل تعلم أنني لم أدرس؟، ولم أدخل مدرسة في حياتي؟، لقد أصبحت شاباً طائشاً ولم يشعرني أي شخص بخطأي ولا بالطريق الصحيح.. مررت بظروف مادية بعد زواجي.. وهنا قاطعته بدهشة: هل أنت متزوج؟، فقال نعم ولدي طفل وطفلة.. وسألته: كيف هو وضعهم الآن؟، أجاب: محزن جداً، لا أحد يرعاهم وليس لهم إلاّ الله.
وأضاف: «أنا أصلاً كنت عاقا لوالدي ولا أزورهما لكنني نادم على كل ما فعلت، وأنوي التوبة بإذن الله والعودة لتربية أبنائي تربية صالحة حتى لا يقعوا فيما وقعت فيه».
وعن أول شيء ينوي فعله عند خروجه من السجن قال محمد: أنوي بعد التوبة أداء العمرة والعودة لأسرتي وأطفالي، وأدعو كل من وقع في هذا الفخ المظلم للتوبة سريعاً قبل فوات الأوان، كما أدعو الشباب الحرص على الصلوات الخمس؛ فهي تنهى عن المنكر وتحمي المسلم من الظلال.



636898207841.jpg

سجين ل»الرياض»: المخدرات ضياع وهلاك وتفكك للأسر



عصيت والدتي فقبض علي!
أما أصعب المواقف وأكثرها تأثيراً فيرويها سجين آخر رمز إلى اسمه ب (أ.ع) وعمره - 26 سنة -، وقضيته حيازة كبتاغون، حيث يقضي محكوميته ومدتها سنتان خلف قضبان سجن الحائر بالرياض، ومضى من المدة ستة أشهر، حيث يقول: «قبل القبض علي بساعة كنت في المنزل في نقاش حاد مع والدتي - رحمها الله -، وقد كانت مصرة على عدم خروجي ولم ألق لها بالاً، وخرجت من المنزل للقاء رفقاء السوء، وبعد خروجي ب(60) دقيقة أو أقل من ذلك وقعت في قبضة رجال الأمن!



شاب عصا والدته من أجل «الكبتاغون» فقبض عليه بعد ساعة!


ويمضي السجين في سرد قصته مع المخدرات والنهاية المؤلمة التي قادته إليه قائلاً: «أمي لم تكن راضية عني، وهذا الشيء المؤلم في حياتي.. والله أنا نادم جداً على ما فعلت ولا أتمنى أي شاب يمر فيما أنا فيه الآن»، وهنا سألته: ماذا تنصح الشباب؟، وماذا تنوي فعله لتكفر عن ذنبك وتواجه تأنيب ضميرك القاسي الذي تعيشه الآن؟
أجاب: «أنصح كل شاب أن يتعض ويعتبر من غيره، وألا تكون نهايته على غير طاعة الله.. والله ياخوي شيء مؤسف حال مروجي ومتعاطي المخدرات.. وأنوي صراحة بعد قضاء محكوميتي وخروجي من السجن المساهمة في توعية الشباب من خطر هذه السموم اللي راح ضحيتها الكثير الكثير».



454922526410.jpg

مبنى إصلاحية الحائر جنوب الرياض حيث التقينا الموقوفين هناك




وعن الظروف والأسباب التي دفعته للوقوع فريسة سهلة لعصابات ترويج المخدرات أوضح أن بعض زملاء الدراسة «سيئي السمعة»، هم السبب وكان ذلك وقت الاختبارات الدراسية، وقال: «هذه المرة الثانية التي يقبض علي فيها بسبب الكبتاغون، وحاولت في المرة الأولى تركها لكن رفقاء السوء لم يتركوني في حالي وحكم علي في المرة الأولى سنة، وهذه المرة سنتان، والحمد لله على كل حال فقد ندمت وتبت في السجن ولن أعود مرة أخرى لهذه السموم».
وأضاف: لا أخفيك ظروفي المادية وظروف أسرتي سبب في انتكاستي مرة أخرى؛ فبعد وفاة والديّ أصبحت أنا كبير الأسرة والعائل الوحيد لإخوتي الذين لم يقصروا وبحثوا لي عن عمل يشغلني ويؤمن مصاريف الحياة المتزايدة، ولكن تكالب الظروف والتفاف صحبة الشر علي أوقعتني من جديد في هذا الجرم.
سألته: هل كنتم تحصلون على هذه السموم بهذه البساطة وتتبادلون حيازتها وترويجها فيما بينكم بهذه السهولة؟، فأجاب: «والله المخدرات منتشرة بشكل غير طبيعي بين الشباب مع الأسف.. هذه الحقيقة.. ويستطيع من يبحث عنها أن يحصل عليها، ورجال الأمن ما قصروا دفعوا حتى أرواحهم في سبيل الحد منها والقبض على مروجيها ومهربيها، ولكن يجب مع كل ذلك أن يكون هنالك وعي بخطرها بين الشباب الذين يحتاجون للتوعية والنصيحة، وأهم من ذلك أن تؤمن احتياجاتهم الوظيفية؛ لأن العمل يسد حاجتهم الحياتية ويضمن لهم عيشا كريما ويشغلهم عن مثل هذه الأمور الخطيرة.



العقيد الحمود: لدينا باحثون «متخصصون» لمساعدة الموقوفين في قضايا المخدرات على تجاوز ظروفهم



شدد مدير إصلاحية الحائر العقيد علي بن صالح الحمود على ضرورة المتابعة المستمرة من قبل الأسر لأبنائهم خصوصاً مع من كان يتعاطى المخدرات بعد خروجه من السجن والأخذ بيده حتى لا يعود لهذه الآفة، مشيراً إلى أن المجتمع والأسر في الآونة الأخيرة أصبح لديهم تفهم لهذه الفئة نوعاً ما وأن ما أقدموا عليه ليس نهاية المطاف بعدما تابوا وعادوا لمجتمعهم.
وأكد العقيد الحمود في تصريح ل"الرياض" على وجود أخصائيين وباحثين نفسيين واجتماعيين في السجون لمساعدة هذه الفئة من النزلاء في التغلب على ظروفهم والحالة التي يعيشونها، موضحاً أن قسم الإرشاد والتوجيه في السجون يقوم بدور كبير في هذا الإطار.



920356269478.jpg

العقيد علي الحمود



وعن طبيعة تعامل إدارة السجون مع هذه النوعية من القضايا، قال مدير إصلاحية الحائر ان إدارة السجون تتعامل مع هذه النوعية من القضايا التعامل الأمثل الذي يصب في مصلحة السجين الذي يعاني من هذه المشكلة، حيث يتم مراعاة الجوانب النفسية والمعنوية لهذه الفئة داخل السجن؛ لأننا نجد أن ثقة أغلب النزلاء بأنفسهم تعود لهم عندما يشعرون بالاهتمام والرعاية كما أنهم يبدون ندمهم على مابدر منهم بفضل هذا التعامل الخاص.
وحذر العقيد الحمود في نهاية تصريحه من خطورة المخدرات كمشكلة عالمية تضررت منها كثير من دول العالم، مؤكداً في هذا الصدد على دور المملكة البارز في محاربة هذه الآفة التي غزت فئة معينة من المجتمع لا تدرك أضرارها إلا بعد الوقوع فيها.

«نساء خلف القضبان».. عندما لا ينفع الندم!

610444950630.jpg

سجينات يتحدثن ل»الرياض» عن تجربتهن المريرة مع المخدرات
الرياض، تحقيق- عذراء الحسيني
في سجن النساء عالم مليء بقصص من واقع حياة قاسية وتجارب مُرة، اختلفت فيها الأسباب وتعددت الظروف، لكن في النهاية كانت تؤدى إلى مكان واحد هو السجن، في ذلك المكان الكثير من السجينات في حالة التوقيف تختلط أوضاعهن بأحوال أخريات ممن تم الحكم عليهن.
نحن هنا أمام سجينات من فئة (المدمنات) وهن اللواتي تم توقيفهن وسجنهن على خلفية المخدرات، وكثيراً ما تدفع المرأة الثمن نتيجة لبعض القرارات الخاطئة، بدافع حماية عائلتها، أو لضعف شخصيتها أمام زوجها، أو نتيجة ضغوط وإكراهات الحياة، وبالرغم من هذا الوضع إلا أن عدد السجينات المواطنات على خلفية هذه الأسباب هن فئة قليلة.
تهريب القات
للنزيلة "س. ر" حكاية حزينة في هذا الطريق، فهي بالرغم من كونها أُماً لخمسة أطفال، لم تكن تحسب أن ما أقدمت عليه يدخل تحت طائلة المنع بسبب جهلها بالقانون، بل لم تكن تعلم أن تهريب "القات" يمكن أن يؤدي بها إلى السجن، فحين قامت بتعبئة "القات" في حقيبتها أثناء عودتها من جازان إلى الرياض، كان ذلك بسبب إدمانها له، حيث يذهب ثلث راتب زوجها في شرائه وتخزينه، وعند المرور بإحدى نقاط التفتيش في طريق جازان الرياض وقعت الكمية المهربة في أيدي رجال الأمن فصودرت، ودخلت هي السجن مع زوجها، والمفارقة أنها وضعت تلك الكمية دون علم زوجها، الأمر الذي أدى إلى خروجه بعد ثلاثة أسابيع، إثر اعترافها بفعلتها أمام أبنائها الخمسة الذين يزورونها كل ثلاثاء.



سجينة هرّبت القات دون علم زوجها وأخرى تنتظر الحشيش والخمر ووقعت في الفخ!


حشيش وخمر!
أما النزيلة "ف. ن" فقد اضطرت بسبب سوء تفاهم مع شقيقتها إلى ترك المنزل مع طفلتيها؛ لتسكن مع إحدى صديقاتها التي أغرتها بأول "سيجارة"، كانت سبباً لسلوك هذا الطريق إلى الإدمان في الكحول والحشيش، ومن ثم الخروج للتعرف على أناس كثيرين في هذه "السكة" الخطرة، حتى تم القبض عليها على خلفية جريمة تعاطي المخدرات، واليوم لا تتمنى سوى العودة إلى منزلها وإلى ابنتيها، حيث حكم عليها بسبع سنوات على خلفية التعاطي، قائلةً: اتفقت مع رجل أن أخرج معه، وأخذت أختي معي، وحين وصلنا إلى المنزل، سألني: هل تريدون خمراً؟، فطلبت أن يحضر لي الحشيش، والخمر لأختي، فأخبرنا أن الصعوبة هي في الحصول على الحشيش، وحين قلت له: إنني أعرف شخصاً يبيع الحشيش طلب مني مكالمته وتحديد موعد لقائه، مضيفةً أنه في طريقنا إليه وبمجرد وصولنا إلى مكان الشخص، أجرى الرجل مكالمة هاتفية مع أحد الأشخاص، وسرعان ما أحاطت بنا سيارات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعرفت حينها أن الرجل مخبر سري.





نزيلة: صوت ابني بكاني


صوت ابني أبكاني
النزيلة "ع. ب" من الجنسية العربية وأم لطفلين، قُبض عليها على خلفية ترويج مخدرات وحيازة غرام ونصف من الحبوب.
وكانت قد قدمت مع زوجها إلى المملكة منذ ثلاث سنوات، حيث كان زوجها يدير العديد من محلات الملابس النسائية؛ ونتيجة لفشله في تجارة الملابس ووقوعه في ديون جعلته حبيس المنزل، وحينها تعرفت على سيدة من جنسيتها أدخلتها إلى عالم "السهرات والليالي الحمراء"، وعرّفتها على أناس انجرت معهم إلى تعاطي المسكرات والحشيش.


895405286953.jpg

سجينة تتحدث عن تجربتها مع المخدرات: صديقات السوء ضيعنني





تقول "ع. ب": مع مرور الوقت أهملت أطفالي بعد أن كانوا يدرسون في مدارس أجنبية وتركت شؤونهم مع الخدم، وتعرفت في ذلك العالم على أناس أشكال وألوان، وأوهمت زوجي أنني أعمل لدى سيدة مجتمع ثرية حين رأى معي مبالغ مالية كبيرة، وعندما اكتشف أمري بالصدفة غضب مني وطلب مني الإقلاع عن هذا الانحراف، مضيفةً أنه قبل على مضض بسبب حاجتنا إلى المال، ومع مرور الأيام أصبح يساعدني في عملي، مشيرةً إلى أنه في الجلسة الأخيرة داهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكان الذي كنا فيه، ووجدوا كمية من المخدرات للاستعمال الشخصي، الأمر الذي أحالنا إلى السجن أنا وزوجي، وحتى الآن لا نعرف متى سيصدر الحكم بحقنا على خلفية هذه القضية، ذاكرةً أنها أرسلت أطفالها إلى بلدها عند شقيقتها اليتيمة التي لم تتجاوز 18 عاماً!، وتتابع حديثها وهي تبكي: أشد ما يحزنني هو صوت طفلي الصغير عندما يحادثني هاتفياً.




مها: «الفراغ العاطفي» كارثة!


التأهيل الإصلاحي
وللوقوف على خلفيات تلك الأسباب المؤدية إلى السجن بتهمة الإدمان وانعكاساتها النفسية والاجتماعية على المرأة السجينة وأفراد أسرتها، كان لنا هذا الحديث مع الباحثة الاجتماعية في سجن النساء "مها الدوسري" التي تحدثت قائلةً: في البداية يكون القلق والتوتر حيال التكيف مع وضع السجينة، وهذا يتطلب جهداً كبيراً من أجل تهيئة وضعها النفسي عبر العديد من الجلسات، وذلك مهم للبدء في الجانب الإصلاحي لها، وفي النهاية نتغلب على الوضع عبر تمكينها من متابعة أطفالها والاتصال بهم، مضيفةً أن التأهيل الإصلاحي يتواصل عبر فصول الدراسة الصباحية والمسائية، وكذلك جلسات الوعظ والإرشاد، مؤكدةً أنهن حققن نجاحات بنسبة لا بأس بها، لاسيما عند الانتقال من جلسات علاج المركز الطبي بخصوص السجينات المدمنات اللواتي تبدو عليهن أحياناً بوادر الانسحاب من الجلسات، ولكن مع انتظام المعالجة يبدأن بالخضوع والانقياد لفريق إدارة السجن التي تحرص كل الحرص على تهيئتهن لدخول برنامج الإصلاح.
حرمان وإهمال
وبخصوص الأسباب التي تلعب دوراً في مثل هذه الجرائم تقول "مها الدوسري": هناك أسباب عديدة منها: ضعف الوازع الديني وعدم الخوف من الله، ففي غياب الوازع الديني لدى المرأة قد يؤدي ذلك بها إلى الانحراف، وتكون قابلة للدخول في عالم المخدرات والجرائم الأخلاقية مع بعض ضعاف النفوس، وكذلك تلعب الظروف الأسرية السيئة التي تحيط بالمرأة كالمشاكل الزوجية الخطرة، وخلافات المرأة مع ولي أمرها، إلى جانب عدم الاستقرار الذي قد يؤدي إلى هروبها من الواقع الذي تعيش فيه، والبحث عن الاستقرار في أي مكان لتكون عرضة للانحراف، وكذلك الفراغ العاطفي وإهمال الزوجة أو الأخت أو الأم من قبل ولي الأمر، وتركها مع قرناء السوء الذين قد يؤثرون عليها، مشيرةً إلى أن الفراغ قد يجر إلى أفعال سلبية كالوقوع في المنكرات وقابلية الوقوع بسهولة في الانحراف والجريمة.
وعن تضحية بعض الزوجات وتحملهن المسؤولية الكاملة حيال رفع قضية جنائية، توضح "مها الدوسري" أن هذا يعود إلى شخصية الزوجة الضعيفة والمنقادة بالخضوع الذي يكبلها ويجعلها تتحمل تبعات القضية عن زوجها، وهي لا تعلم أن ذلك قد يكلفها أكثر من خمس سنوات من عمرها، لاسيما في قضايا المخدرات وترويجها.


235871159766.jpg



 
أعلى