• عزيزي العضو

    إذا كنت تواجه مشكلة في تسجيل الدخول الى عضويتك فضلا قم بطلب تغيير كلمة المرور عبر (نسيت كلمة المرور) أو التواصل معنا عبر أيقونة التواصل في الأسفل او البريد [email protected] او من خلال المحادثات على الواتساب عبر الرابط التالي https://wa.link/bluuun او مسح الباركود في الصوره

    إدارة الموقع

رحلة إلى موناكو

هَـ-ђāŵĩ-ـَاوِي

prince of the universe
طاقم الإدارة
إنضم
14 يناير 2008
المشاركات
22,731
مستوى التفاعل
53
النقاط
114
العمر
38
الإقامة
Al Kharj, Saudi Arabia
الموقع الالكتروني
online-teacher.info

مزاجك اليوم

1000018217.jpg


خرجت من فندق splendid أجر حقيبتي الصغيرة، فإذا بالسيارة التي طلبتها عبر تطبيق bolt تقف في منطقة مخصصة للحافلات .

فتحت التطبيق، وتأكدت من نوع السيارة " فورد فيوجين بيضاء " .. قلت في نفسي " كان المُراد تيسلا، لكن الفورد لا بأس بها أيضاً ".

فتحت السائقة نافذة سيارتها، وصاحت بصوتٍ مرتفع :
" اركب، فالوقوف هنا ممنوع " .

كانت تتحدث العربية، بلكنة شمال أفريقية .. وهذا يعني انها عربية الأصل، وليست فرنسية كما ظننت، ويعني أيضاً أنها عرفت أني عربي.

سارت بالسيارة مسافة 3 كيلومترات تقريباً، ثم توقفت فجأة، وقالت : " اعتذر، لكن ليس بإمكاني توصيلك إلى موناكو " .
سألتها، والدهشة تملأ ملامحي :
" لكنك وافقتي على التوصيل، وأنا دفعت تكلفة المشوار كاملة عبر التطبيق ! " .

ردت :
" هناك حل، كنسل الطلب، وأعطني الأجرة كاملة نقداً ! " .
ثم استدركت قائلة :
" والتطبيق سيقوم بإرجاع المبلغ المدفوع إلى حسابك في غضون 14 يوم ".

فكرت قليلاً، ثم قلت :
" لكن هذا لا يجوز، فأنتِ تحصلين على الزبائن من خلال التطبيق، وبالتالي لأصحاب التطبيق حق في الأجرة، وهذا اتفاق بينك وبينهم ! " .

أصرت على موقفها، وطلبت مني النزول، فاضطررت للموافقة، وقد عزمت على تقديم شكوى ضدها عبر التطبيق فور الوصول إلى موناكو.

في الطريق سألتني :
" من أي بلد أنت ؟ ".
أجبت :
" من الأردن ".
التفتت إلي، وتفحصت ملامحي .. ثم قالت بنبرة فيها الكثير من الشك :
" لكن ملامحك، ولهجتك خليجية " .
قلت :
" يمكن لأني من منطقة تقع على الحدود مع السعودية ".
أطرقت تفكر قليلاً، ثم قالت :
" سأعطيك خصم 10 % ، فأنا ظننت في البداية انك من الخليج ".
شكرتها، وقلت :
" يزاج الله خير ".

كانت في أواخر الثلاثين .. شقراء، وفيها شبه من الفنانة منة شلبي، لكنها ليست مصرية .
سألتني عن رأيي في مدن الجنوب الفرنسي، وأجبتها، وأثناء ذلك توقفت عند محطة بترول، وقالت :
" يمكنك النزول للتسوق في متجر المحطة " ، كما لفتت انتباهي لوجود دورات مياة .. فشكرتها، وأخبرتها أني أفضل البقاء في السيارة.

عادت بعد 5 دقائق، وفي يدها كيس ورقي صغير، أخرجت منه كيس بطاطس .. ناولتني إياه ، وقالت :
" تسلى به، ريثما نصل إلى موناكو ".

في الطريق أخبرتني أنها عربية، ومسلمة، ولديها طفلة واحدة، من زوج فرنسي مسيحي، هجرها منذ سنتين، لكنه يتردد على طفلته من حين إلى آخر.. لكنهما لم ينفصلا بشكلٍ رسمي.
لم أفهم كيف تزوجت من مسيحي، وهي مسلمة .. فالذي أعرفه، أن الشريعة الإسلامية لا تجيز ذلك، لكني لم أعلق على الأمر.

في ما تبقى من الطريق توقفنا مرتين .. مرة لتصوير بعض التكوينات الصخرية، والمرة الثانية لشرب القهوة.
وصلنا إلى موناكو بعد رحلة مريحة، وممتعة، تخللها إرشاد سياحي مُعتبر .. الأمر الذي دفعني لإعادة التفكير في موضوع الشكوى التي اعتزم تقديمها ضدها.

عند الفندق المُطل على مرفأ السفن، ودعتني بحرارة، وناولتني الحقيبة، ومدت يديها للمصافحة.
مددت يدي أنا الآخر، وصافحتها بحرارة، وشكرتها على البطاطس والإرشاد السياحي والسوالف الحلوة .. ثم أخرجت النقود من جيبي، وأعطيتها المبلغ كاملاً، واعتذرت عن قبول الخصم.

سألتني بدهشة :
" لماذا ترفض الخصم؟ " .
أجبت :
" أنا خليجي .. من الإمارات .. لكني اعتدت أن لا أوضح ذلك لسائقي التكاسي وعمال المطاعم في السفر لكي لا أتعرض للاستغلال ! " .

لاحظت أن ملامحها تغيرت، واحتارت ماذا تقول؟
قلت، وأنا أجر حقيبتي متجهاً للفندق :
" المشوار معاچ كان مريح وممتع للغاية، لكن حركة التحايل على التطبيق ما حبيتها أبد ! ".
انقبضت ملامحها أكثر، ولم ترد !

تنويه : صرفت نظر طبعاً عن الشكوى .


عبدالله النعمي
كاتب وباحث إماراتي
 
أعلى